رئيس التحرير
أيمن حسن

فضل شهر رجب.. ولماذا سمي بهذا الأسم ؟

شهر رجب
شهر رجب

يعد شهر رجب، من الأشهر الحرم، وكلمة رجب تأتي من الترجيب وتعني التعظيم، وفي الجنة قصر لصوام شهر رجب، وأطلق عليه رجب مضر نسبة إلى قبيلة مضر.

وكانت قبيلة مضر تعطي هذا الشهر تعظيما كبيرًا بخلاف الكثير من القبائل العربية حيث كانوا يغيرون ويحاربون ويبدلون في الشهور حسب حالة الحرب كما سمي برجب الأصم لعدم سماع صوت السيوف ولإيقاف الحروب.

فضل شهر رجب

ومن فضائل شهر رجب، أن فيه ليلة الإسراء والمعراج وهي المعجزة الكبرى في ديننا الإسلامي، وعلى كل مسلم في شهر رجب الأصم  التقرب إلى الله عز وجل بالعبادات الصالحة  سواء بالصلاة الفروض والنوافل وقيام الليل والدعاء والذكر والتسبيح، والصيام، والصدقة، والعمرة، لأن العمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم ووفقا لفتوى دار الإفتاء المصرية، فإن صيام شهر رجب سواء في أوله أو آخره جائز شرعًا ولا حرج في ذلك والدليل على ذلك في فضل الصوم فى شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ». 

كما أن من فضائل شهر رحب التنفل بالصوم، سواء صيام الاثنين والخميس فلا يوجد نص يمنع من صيام شهر رجب، والتنفل فيه بالصوم أمر مقبول شرعا وتستند دار الإفتاء إلى نص يقول "الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال"، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

الصوم في شهر رجب

يستحب الصوم في شهر رجب والدليل على ذلك ما قاله سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم  في حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»  الأمر الذي يؤكد ويحث على الصوم في شهر رجب وهو شهر رجب الذي تحقق فيه الكثير  من الانتصارات الكبرى منها  غزوة تبوك، وتحرير المسجد الأقصى من أيدى الصليبين على يد صلاح الدين (عام 583هـ ـ 1187م) ومعجزة الإسراء والمعراج، وفي فضل شهر رجب روى ابن أبى حاتم فى تفسيره عَنْ قَتَادَةَ قال: إِنَّ الظُّلْمَ فِى الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُ، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ- عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا-، وَكَأَنَّ اللَّهُ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ.

وحول الصيام في شهر رجب فإن هذا الشهر الحرام يشرع فيه من الصيام مثل غيره من الشهور، سواء كان صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم، وقال ابن عباس: وجعل الذنب فيهنّ أعظم، والعمل الصّالح والأجر أعظم.

وكما ذكر العلماء والفقهاء إن المعاصيَ تعظُمُ فى الشهرِ الحرامِ أيضًا إن الحسناتُ والطّاعاتُ تعظُمُ وتُضاعفُ فى هذه الأيّام؛  فالتّقرّبُ إلى اللهِ عزّ وجلّ بالطّاعةِ فى الشّهرِ الحرامِ أفضلُ وأحبُّ إليه سبحانه من التّعبُّدِ فى سائرِ الأيّامِ، وروى البخارى عن أبى رجاء العطاردى قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخيرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه فى شهر رجب.

كما أن في الأشهر الحرم هم أربعة أشهر وضحها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث "الصحيحين" في حجة الوداع بأنها ثلاثة سَرْد -أي متتالية-: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحد فرد: وهو رجب مضر الذى بين جمادى الآخرة وشعبان.

دعاء شهر رجب

وفي شهر رجب على كل مسلم أن يعظم ويرعى حرمة هذا الشهر الكبير، رب العزة جعل له منزلة كبيرة وحذر من الوقوع في المعاصي فيه تقديرا لحرمته، كما حذر من ظلم النفس فيه قال تعالى فلا تظلموا فيهن أنفسكم وعلينا أن نبتعد عن الذنوب والمعاصي والظلم والاعتداء أو سفك الدماء أو أكل أموال الناس بالباطل أو نهش لحوم الغير أو تتبع العورات وافشاء الأسرار كل ذلك ممنوع في هذا الشهر الكريم والبعد عن الذنوب مهما كانت صغيرة في شهر رجب فقد ثبت أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِى بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْه”.

- اللهمَّ بارِكْ‏ لَنا فِي‏ رَجَبٍ‏ وَ شَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَ غَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.

 

تم نسخ الرابط